إلغاء شرط السن في التكوين المهني: قرار تاريخي يفتح أبواب الأمل للشباب
في خطوة قد تُحدث تغييراً جذرياً في خريطة سوق الشغل المغربي، أعلن السيد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، عن توجه جاد نحو إلغاء شرط السن في التكوين المهني (OFPPT). يأتي هذا الإعلان كبارقة أمل للعديد من الشباب والكبار على حد سواء. في السابق، كانت طموحاتهم المهنية تصطدم بحاجز العمر المحدد، لكن هذا القرار يفتح الباب أمام فرصة ثانية للجميع.
بالإضافة إلى ذلك، يفتح هذا القرار، الذي أثار اهتماماً واسعاً، نقاشاً أعمق حول سياسات الولوج للوظائف والتكوين في المغرب. فبينما يثير شرط سن 30 سنة جدلاً في مباريات التعليم، يأتي هذا التوجه ليقدم رؤية أكثر مرونة وواقعية. والهدف هو إدماج الجميع في سوق الشغل.

لماذا يعتبر إلغاء شرط السن في التكوين المهني ضرورة الآن؟
أوضح الوزير يونس السكوري أن هذا التوجه لم يأتِ من فراغ. في الواقع، هو استجابة مباشرة لمطالب “جيل Z” وأرقام البطالة المقلقة. فهؤلاء الشباب، رغم امتلاكهم للمؤهلات، يجدون أنفسهم مقصيين بسبب شرط العمر فقط. لذلك، يكتسب هذا القرار أهمية مضاعفة عند النظر إلى الأرقام الرسمية:
- بطالة الشباب: كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة البطالة في صفوف الشباب المغربي بلغت حوالي 40%. وهذا رقم يدق ناقوس الخطر.
- فئة NEET: أوضح تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وجود أكثر من 1.5 مليون شاب في وضعية “NEET”. هذا يعني أنهم خارج منظومة التعليم، التكوين، والعمل.
من هنا، يصبح إلغاء شرط السن في التكوين المهني ليس مجرد تغيير إداري. بل هو ضرورة اقتصادية واجتماعية ملحة لإدماج هذه الفئة الواسعة في عجلة التنمية.
التكوين المهني: مسار مرن لتغيير الحياة المهنية
شدد الوزير السكوري على أن طبيعة التكوين المهني تختلف عن المسارات الأكاديمية التقليدية. فهو مصمم لتمكين الأفراد من اكتساب مهارات عملية مطلوبة مباشرة في سوق الشغل. وأضاف أن الكثير من الأشخاص قد يقررون تغيير مسارهم المهني في سن متقدمة نسبياً، مثل 30 أو 35 سنة. وبالتالي، من غير المنطقي أن يقف شرط السن عائقاً أمامهم.
علاوة على ذلك، أوضح أن الهدف الأسمى من برامج التكوين، وخصوصاً التكوين بالتدرج المهني، هو تزويد المستفيدين بالكفاءات والمهارات التي تضمن لهم اندماجاً فعلياً وسريعاً. وهذا بغض النظر عن عمرهم. يمكنك قراءة المزيد عن أهمية المهارات العملية في التكوين المهني من هنا.
ماذا يعني إلغاء شرط السن للمواطن المغربي؟
إذا طبق المسؤولون هذا القرار رسمياً، فإنه سيفتح آفاقاً جديدة وغير مسبوقة للباحثين عن فرصة في الحياة المهنية:
- فرصة ثانية حقيقية: سيمنح فرصة لمن لم يوفقوا في مسارهم الدراسي الأول أو يرغبون في تغيير مهنتهم الحالية.
- مواكبة سوق الشغل: سيمكن الباحثين عن عمل من اكتساب مهارات جديدة. هذه المهارات ستتناسب مع متطلبات السوق المتغيرة باستمرار.
- تقليص البطالة: من المتوقع أن يساهم هذا القرار في تقليص أعداد العاطلين، وخصوصاً فئة “NEET”. سيتم ذلك عبر توجيههم نحو تكوينات عملية تنتهي بالتوظيف.
في الختام، يبقى توجه إلغاء شرط السن في التكوين المهني خطوة إيجابية ومبشرة. وينتظر الجميع تفعيله بشكل رسمي ليصبح حقيقة ملموسة تساهم في بناء مستقبل أفضل للشباب المغربي وتحقيق إدماج اقتصادي أوسع.
