كتب الأستاذ خالد الصمدي:
كارثة وطنية تلك التي كشف عنها الوزير نزار بركة باعتباره مسؤولا عن التجهيز والماء حيث كشف في برنامج حواري مع الشباب على القناة الثانية عن سبب آخر من أسباب الهدر المدرسي حيث صرح بأن 5000 مدرسة بدون ماء.
وإذا ما علمنا ان عدد المدارس في المغرب يصل إلى 12 الف فهذا يعني أن ما يقرب من نصفها يفتقد إلى المرافق الصحية.
هذه الوضعية الكارثية (إن صح هذا الرقم !!! في انتظار توضيح وزارة التربية الوطنية في أسرع وقت) كافية للاعلان عن وضعية الاستنفار.
ولا أعتقد ان نزار البركة لم يبلغ رئيس الحكومة بهذا الرقم باعتباره رئيسا للجنة الوطنية لتتبع إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، (التي لم تعقد أي اجتماع لحد الآن) فإن فعل ولم يكن هناك رد فعل من الحكومة والوزارة والجماعات الترابية لتدارك الوضع فتلك مصيبة، وإن صمت نزار عن هذا الرقم الى اليوم ولم يدق ناقوس الخطر داخل الحكومة حتى تعالت الاحتجاجات في الشارع فالمصية أعظم.
فكيف يمكننا في ظل هذا الوضع الكارثي أن نتحدث عن الجودة في إصلاح البرامج والمناهج والمدرسة الرائدة والتعليم الصريح حسب المستوى، وتكوين المدرسين والتحهيزات البيداغوجية ونظام التقييم وإدماج التكنولوجيا وربط المدارس بشبكة الانترنيت، وما جدوى رفع ميزانية التعليم الى 85 مليار درهم ، إذا لم توفر للتلميذ حتى شربة ماء ونظافة.
إنه إفلاس نموذج لتدبير المنظومة آن الأوان للقطع معه لفائدة تدبير القرب كما ينص على ذلك القانون، خاصة على مستوى البنيات والتجهيزات لضمان فضاءات لتمدرس تضمن الكرامة اولا قبل الحديث عن أي إصلاح.
